|

عيون القلوب 

الكاتب : الحدث 2023-12-13 03:18:31

 

الكاتبة / شفياء الاسمري

السير في الأرض يتيح للإنسان بأن يتأمل بديع خلق الله وحسن صنعه ، وعظم معجزاته في مخلوقاته من بحارٍ وجبالٍ وأجناسٍ ودوابٍ وبشر، وبذلك تتجلى المعرفة الحقيقية لله ثم بعقل القلب فتخلص العبادة لله عز وجل ، كلنا نجزم أن العقل هو المتحكم في التصرفات التى تصدر منا، وهنا أقصد عقل القلب لا في عقل العقل نفسه ، وهذا ما اكتشفه العلماء اليوم بأن جميع قرارات الإنسان نابعة من قلبه لا عقله أي دماغه ، وهذا مثبت في القرآن الكريم منذ نزوله :(( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) ، فالإنسان لن يستطيع أن يخلص لله في عبادته حتى يؤمن قلبه ثم تتبعه جوارحه ، وعكس ذلك فيسمى بالعمى وهو عمى القلب لا البصر فكم من أعمى بصر أنار الله بصيرته ،وكم من مبصر أعمى الله بصيرته فلا يعرف حق ولا ينكر منكر ، وعمى القلب يصيب صٌلب الإنسان ،ويؤثر على جميع جوانب حياته ،وهو أخطر وأشد شرًا من عمى الأبصار ، لأنه يحول دون معرفة صاحبه بالحقائق من حوله ومن معرفة خالقه ،فتراه يعيش عيشةً ضنكًا ، ويتخبط فيها لا يعلم ماهية الحياة ولا هدفها ،ولا يستطيع الاهتداء حين يدعوه أحد أو يلقي عليه نصيحة أن يهتدي ؛ لأن قلبه مغشيٌ عليه لا يصله حق أو باطل فنسأل الله العافية والمعافة .